وفي بيت عمها تلتقي بابنِ عمها وليد والذي يهتمُّ بها كثيرًا ويهتمُّ برعايتها، ومنذ أولى اللحظات يقع الطفلان في حبِّ بعضهما، وتتلعثم رغد بحروف اسم وليد فبدلَ أنت تناديه: أنت وليد، تقول له: أنت لي، ومنذ تلك اللحظة تمتلكه إلى الأبد، لكنَّ الظروف كانت قاسية كثيرًا عليهما، فقد كبرَ هذا الحب مع الطفليْن، فكانا يفترقان عند كل منعطف من منعطفات الحياة
، جعلتها في عدد ضخم من الصفحات قد يصل إلى 1600 صفحة تدور كلّها حول معاني وأحداث الحب والحرب والرعب والخوف والأمان والأشلاء ومراحل العمر من الطفولة إلى المراهقة ثمَّ إلى الشباب، حيثُ تتناول رواية أنت لي الحديث عن أسرة من الأسر التي تعيشُ في أحد البقاع من العالم العربيّ، والتي تعاني من مرارة الحروب وكوارثها وما ينجمُ عنها من تبعات مريرة مؤلمة كالكثير من الأسر العربية، وامتدَّت أحداث الرواية على أكثر من خمس عشرة سنة، حيثُ يتغيَّر فيها الأشخاص بين تقلُّبات الحياة، وما إن حلَّت الحرب بأهوالها حتَّى انطفأت شمسُ الأمان التي كانت تشرقُ على هذا العالم المحصور بين دفّتَيْ رواية أنت لي من خيال هذه الروائية المبدعة، وبعد أن تنتهي الحرب وتجرُّ خيباتها يعودُ الأمان وقد مات من مات، وأمَّا من يسردُ الأحداث تلك فهي الطفلة رغد بطلة الرواية الطفلة اليتيمة الأبوين والتي عاشت في رعاية عمِّها بعد أن انتقلت إلى بيته عندما كان عمرها ثلاث سنوات.