تروي قصة مجموعة من الصبية ( شلة أولاد قرف ) كما يسميهم الكاتب بقيادة النور عثمان سنين أو جومو باحدى المدارس المتوسطة ذات النظام الداخلي بغرب السودان في منتصف السبعينيات من القرن الماضي، ويتتبع الكاتب مصائرهم حتى أوائل التسعينات من القرن نفسه ملمحا إلى الآحداث السياسية الكبرى التي مرت بالسودان في تلك المساحة الزمنية. هم وهاجس الرواية الاساس، وهو تجسيد لمفهوم الحرية بكافة اشكالها، فأمل وهم كل ( شلة اولاد قرف ) هو ممارسة حريتهم، وتحملوا في سبيل تحقيق ذلك كل ما واجهوه بكثير من الصبر و ( المباصرة ) والسخرية العالية. ولقد افلح البعض في تحقيق احلامه دون تقديم تنازلات ولم يفلح البعض. استطاع الكاتب بالفعل ان يكتب تاريخا شعبيا" تناول فيه بسلاسة وتفاصيل مدهشة داخل نسيج الرواية، جرائم سياسية مورست في السودان كتلفيق الاتهامات السياسية والتعذيب والفساد واستغلال النفوذ والاعتقالات. رواية قد تصدم البعض بجرأتها لاول وهلة.